أرسلت لمياء عبد المقصود تقول، أنا أم لثلاثة أطفال يذهبون جميعاً إلى المدرسة وحقائبهم المدرسية مكتظة بالكتب، فهل الحقيبة الثقيلة يمكن أن تتسبب للأطفال فى حدوث مشاكل فى العمود الفقرى؟
يجيب الدكتور أسامة حفنى، استشارى العلاج الطبيعى وعلاج السمنة قائلا: فى جميع أنحاء العالم، هناك نوع من القلق من الأطباء والآباء، حول الوزن الذى يضطر الأطفال لحمله فى الشنطة المدرسية، وتأثير ذلك على ظهورهم، وأكتافهم بل على صحتهم بشكل عام.
ففى المتوسط يتكون اليوم الدراسى من سبعة حصص، يكونون عادة فى مواد مختلفة. وكل مادة تتطلب من الطفل حمل كتاب مدرسى وكراسة واحدة أو أكثر، مما يشكل عدة كيلوجرامات من الكتب والكراريس، بالإضافة إلى الأدوات الهندسية، وشنطة السندوتشات، وزجاجات المياه، والمعدات الرياضية، وأيضا بعض معدات الرسم أو الأنشطة الأخرى غير المنهجية، وينتهى الأمر فى معظم الأحوال إلى أن يحمل الأطفال أوزاناً ضخمة على ظهورهم أو على أكتافهم، وليس من عجب أن الكثير منهم يعانون من آلام فى الظهر والكتفين.
ويرى حفنى أن حمل الأوزان الثقيلة لفترة طويلة أو مسافة طويلة ليست جيدة لأى شخص، فما بالنا بالأطفال فى مرحلة النمو وعظامهم لا تزال تتشكل، وقد أجريت دراسة حديثة على أطفال بعض المدارس، وجدت أن نصف الأطفال الذين تمت دراستهم قد عانوا من ألم فى الظهر أو الكتفين. ووجد الباحثون أيضا أن الأطفال فى الصفوف الدنيا يحملون حقائب أثقل.
ويؤكد حفنى على أن حمل حقيبة ثقيلة على الظهر يجعل الطفل يميل إلى الأمام، وينتقل مركز الثقل إلى موضع جديد، مما يترتب عليه عمل إضافى للعضلات والمفاصل لتعويض هذا الانحناء، وهذه يؤدى بدوره إلى تحميل وزنا غير مناسب على العمود الفقرى، وبالتالى يتعلم الأطفال بعض العادات السيئة فى الوقوف والمشى بل تتغير ميكانيكية الخطوات، كما أن الانحناء إلى الأمام يجعل التنفس أكثر صعوبة.
أما الأطفال الذين يحملون الحقائب المدرسية على كتف واحد فقط، فهم يعانون من مشاكل أخرى. فهذه الحقائب قد تسبب انحراف جانبى العمود الفقرى بسبب التوزيع غير المتماثل للوزن، وهذا يمكن أن يسبب آلام الظهر طويلة الأمد، وقد يسبب بعض الضرر للعمود الفقرى.
وبرغم أنه فى دراسة حديثة أجرتها وزارة الصحة الماليزية على 13340 طالب فى الصف السادس الابتدائى فى كوالامبور، وبعض المدن الأخرى، وكانوا يحملون شنطة دراسية تزن فى المتوسط 3 كيلوجرامات، أظهرت أن أقل من 1% منهم فقط، هم الذين اشتبه فى أن لديهم انحناءات فى العمود الفقرى (129 طالباً)، وأكدت الفحوصات إصابة ستة فقط منهم بهذه الانحناءت (طالب من كل ألفين طالب تقريبا)، وبرغم أن هذه الدراسة أعلنت براءة الحقيبة المدرسية من التسبب فى انحناءات الظهر إلا أنها أكدت أن حمل حقيبة بهذا الوزن الخفيف نسبياً، يسبب آلاما فى الظهر أو الكتفين.
وأظهرت دراسات أخرى أن حمل حقيبة دراسية تزن من 15 إلى 20% من وزن الجسم (من 6-8 كجم) قد يكون له أثار خطيرة على العمود الفقرى.
لقد كانت الحقائب المدرسية فى الماضى أخف كثيراً، ولكن لزيادة الجرعات التعليمية، والأنشطة اللا منهجية، أصبحت الشنطة المدرسية أثقل. ونحن لا نستطيع تخفيض المعايير التعليمية أو حرمان الأطفال من الألعاب الرياضية والترفيهية الأخرى، ولكن هناك بعض الجهود التى يمكن أن تبذل من المعلمين وإدارات المدارس، وكذلك الآباء والأمهات يمكن أن تساعد إلى حد كبير، من هذه الجهود:
• توفير خزائن للأطفال فى المدارس لوضع الكتب والمستلزمات الدراسية التى لا تستخدم فى المنزل، وكذلك ملابس الرياضة وأدوات الرسم.
• شراء مجموعتين من الكتب المدرسية التى نحتاجها فى البيت والمدرسة، وحفظ مجموعة واحدة فى كل من المدرسة والمنزل، وهذا سيوفر حمل الكتب، مما يؤثر إيجابياً على صحة الطفل وحيويته، على الرغم من النفقات الإضافية.
• إعلام الطلاب مقدما عن الكتب والكراسات التى سيحتاجونها فى المدرسة، والتى يمكن تركها فى المنزل حتى لا يحمل الطلاب كتبا بدون داعى.
• تعويد الطفل وضع الشنطة عند انتظار الأوتوبيس أو السيارة، إلخ.
• استعمال الحقائب التى تجر على عجلات بدلا من التى تحمل كلما أمكن ذلك.
الكاتب: سحر الشيمي
المصدر: موقع اليوم السابع